معنى توحيد الربوبية
معنى توحيد الربوبية :
الربوبية مأخوذة من الرب ، والرب يطلق في اللغة على المالك والسيد المدبر والمربي والقيِّم والمنعِم ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى و إذا أطلق على غيره أضيف فيقال: ربُ كذا.
وتوحيد الربوبية : هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى ، و أنه سبحانه هو المتفرد بالملك والخلق والرزق والتدبير ، و أنه المحيي المميت ، النافع الضار، المتفرد بإجابة الدعاء و إغاثة الملهوفين. فلا خالق ولا رازق إلا الله وحده ، ولا معطي ولا مانع إلا هو سبحانه ، ولا مدبر لأمر
العالم غيره.
فما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، لا تتحرك ذرة إلا بتقديره ، ولا يجري حادث إلا بمشيئته.
قال تعالى ( الله خالق كل شئ )
وقال سبحانه ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )
بطلان الشرك في الربوبية :
الإقرار بتوحيد الربوبية مستقر في قلوب الناس ، فقد جُبِلوا على هذا الإقرار ، وهو أمر ضروري قطعي لازم لكل إنسان ، لذا كان كفار قريش مقرين بتوحيد الربوبية لكن قد تنحرف بعض النفوس فتشرك في توحيد الربوبية كما ادّعى فرعونُ الربوبيةَ كما في قوله تعالى في سورة النازعات وغيرها ( فقال أنا ربكم الأعلى (24) فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) وقد بيّن القرآن الكريم بطلان هذا الشرك في مثل قوله تعالى:
ومعنى الآية: أن الإله الحق لابد أن يكون خالقاً فاعلاً ، يوصل إلى عباده النفع ويدفع عنهم ال ضر ، فلو كان معه سبحانه إله آخر يشركه في ملكه فلابد من أحد ثلاثة أمور
إما أن يذهب كل إله بخلقه و سلطانه، وهذا ممتنع.
و إما أن يعلو بعضهم على بعض، وهذا ممتنع أيضا.
و إما أن يكونوا تحت قهر مَلِكٍ واحد يتصرف فيهم كيف شاء ، وهم العبيد المربوبون، وهذا هو الحق المتعين.
وانتظام أمر العالم كلّه ، و إحكام أمره ، أدلّ دليل على أن مدبّره واحد ، ومالكه واحد ،
وربّه واحد ، لا إله للخلق غيره ، ولا ربّ لهم سواه. :